drawing by Shahram Sheydayi

قصیدة من

شهرام شیدایی

ترجُمَة: ستار جلیلزاده و عادل الشُکرانی

الفراغُ‌الكَبير
يَبتَلِعُ‌الفَراغات‌الصَّغيرَة
تَظَلُّ‌ألأعدادُ طافيةً علي سطحِ‌ألماء
جسداً جسداً يَبعَثونَ بِألأجسادِ لِلتَّعرُّفِ عَلَيها
يَسحَبُ‌ألأفُقُ – قَدرَ‌ألإمكان – حَنجَرتي مَعَه
٭٭٭
دِماغِي يكونُ في هذِهِ‌ألأطرافُ بألتّأكيد
في ما مَضي كانَت تُعرَفُ‌ألأيّام
كان مُمكِناً أن يُعلَمَ : في أيّ عامٍ ، نحن
الضَّياعُ في دارِ عَرضٍ لا تَقدِرُ علي‌الخُروجِ منها
النّاسُ سَيَتَغَيَّرون ألأفلامُ سَتَغَيَّر
دِماغِي يكونُ في هذِهِ‌ألأطرافِ بألتّأكيد
ساقِطٌ علي‌الرّمالِ ، يَرتَكبُ مَجزَرَةَ قَتلِ‌ألذّكرَيات
يَرتَكبُ مَجزَرَة قَتلِ (أنا ) يَرتَكبُ مجزَرَةَ قَتلِ‌المَعرِفَة
كان في هذِهِ‌ألأطرافِ إنَّهُ لَيسَ علي‌ألرّمال
لَيسَ علي‌ألجُدرانِ ، لَيسَ في‌ألبُيُوت
شَخصٌ ثالِثٌ – هُنا – يَنظُرُ إليَّ إلي حَرَكاتِي
يُريدُ أن يُلصِقَ (أنا) الذّهِنيَّ ب(أنا) ألواقِعيّ
الخَوفُ في حِينٍ يَنظُرُ فيهِ (أنا) ألثَّلاثَة ، يَنظرونَ إلي
بََعضِهِم إلي تَواجُدِ بَعضِهِم
أفَتّشُ جُيوبي
لَعَلَّ أحداً مُصَوّرُهُ كَإشاعَة
ثُمَّ رامِيهِ في جَيبي لا إنَّهُ لَيسَ هُنا إيضاً
٭٭٭
الرّجلانِ خارجِ‌المَدينَة
آلافُ‌ألأطنانِ مِنَ‌ألنّفايات
لَعَلَّ أحداً رامِيهِ خارجاً وَ ضِمنَ دَورةٍ واسِعَةٍ – مَجرورٌ – بِشاحِنَةٍ الي هُنا
مَلايينُ‌إلإطنانِ مِنَ‌ألنَّفاياتِ وَ إنسانٌ واحِدٌ ، ساقِطةٌ عَلَيهِ دارُ عَرضٍ ثَقيلَة
هُنا ضِمنَ هذِهِ‌ألأَوساخ ، لا أطارِدُ تِلكَ‌ألكَلِمَةَ ألتّي كانت تُشيرُ إلي مَكانٍ منّي
٭٭٭
لَعَلَّني ذلكَ‌أليوم كُنتُ رافِعاً ألطّاسةَ في حَديقَةِ‌ألحَيَوانات
فَكُنتُ رامِيها نَحوَ سَمَكَةِ دُخسٍ كانت فاتِحَةً فَمَها
قَد كان في هذِهِ‌ألأطراف
لَعَلَّني قَد طَرَحتُهُ علي ذلِكَ‌ألجِدارِ‌ألذّي لم يُصبِح أسمَنتيّاً تَماماً
و كنتُ مُتّكِئاً عَليه
ألجدالُ مُتَشابكٌ كان ملكي رُبَّما لم يكن عائِداً لي
دِماغِي تِلكَ‌ألصّناعَةُ‌أليَدَويَّةُ‌ألعَظيمةُ ألّتي كانت مَعي طَوالَ حَياتي ، كُنّا
قَد صَنعناهُ مَعاً
يكونُ في هذِهِ‌ألأطرافِ بألتّأكيد
كانَ‌ألوَقتُ لَيلاً كانَ‌ألكُلُّ نائماً إنَّهُ خارجٌ خِفيَةً
لا أحدَ يَستَطيعُ إثباتَ أنَّهُ هارِب
دِماغي إنتاجُ‌ألخارِجِ وَ (أنا ) شِركةً، أينَ هُوَ حَقيقَةً ؟
جِهازَ ألبثّ‌ألّذي كانَ يَبُثُّ‌ألأفلامَ إلي مُشاهِدِهِ‌ألوَحيدِ لَيلاً كانَ يَحلُم
دِماغي ، ألأفلامُ ألَّتي لم تكن تَحتاجُ إلي مُشاهِد
إنَّهُ ألآنَ – خارجاً – في مكانٍ ما و دارُ‌ألعَرضِ‌ألكَبيرةُ دارُ‌ألعَرضِ‌ألواقِعيّةُ ساقِطةٌ عَليه
رُبَّما كان هُنالِك أغيارٌ مُحَرّكوهُ لَإعلانِ‌ألإستِقلال
مُوجِدٌ عَلَماً جَديداً
مُعلِنٌ أنّهُ بَلَدٌ جَديدٌ ، راسِمٌ حُدُودَهُ غادٍ إنفِصالِيّا
رُبَّما كان هُنالِك أغيارٌ موجِدونَ حَرباً أهلِيَّةً عَقِبَ إستِقلالِه
فَجاعِلُونَ نِظامَهُ‌ألآلِيَّ أوصالا
رُبَّما باقٍ منهُ شَيءٌ عَقِبَ‌ألحَرب
رُبَّما باقٍ منهُ شارعٌ واحدٌ عَلي أقَلّ تَقدير، رُبّما في زقاقٍ باقٍ منهُ بَقّالٌ مألوفُ‌ألوجه
صارَ لِزاماً وَجدُهُ وَ تَذكيرُهُ بِأنَّهُ كان – لِسِنين – مُشتَرياً (قَمَر‌ألدّينِ ) مِن ذلِكَ‌ألمكان
وَسارقاً وَرَق‌ألخوخ
لَعَلَّ‌ألبَلَدَ مُتِغَيّرٌ‌ألعَمُّ (برات) وَ حانوتُهُ لَيسا عائِدَينِ في مكانَهما
لَعَلَّ‌ألأشجارَ قاطِعوها لَعَلَّ‌ألضّياعَ غَيرُ مَوجودةٍ لَعَلَّها مُجَزَّأة
لَعَلَّ رفاقَ‌أللّعبِ نابِتَةٌ سِبالُهُم غادونَ جادّينَ شائِخون
لَعَلَّ أبناءهُم مُشابِهونَهم بَعضَ‌ألشّيءِ رُبَّما يُقدَرُ علي وَجدِ‌ألأثَر
لاجِيءٌ في (بلجيكا) يَتَذَكّرُ كُلَّ أشياءِ مَدينَتِنا
٭٭٭
لَكِنَّما أنا مُضَيّعُهُ مُضَيّعٌ ذلِكَ أل(فلان)
كانَ مَوجوداً في هذِهِ‌ألأماكنِ أنا واثِقٌ بأنَّ أحداً لَيسَ مُلتَقِطه
لَعَلَّهُ كان مُنذُ زَمَنٍ طَويلٍ مُريدٌ‌ألإختلاءَ بِي مُريدٌ مُحادثَتي
لَكنَّني لم يكن لَدَيَّ مُتَّسعٌ مِن‌ألوَقتِ كان مُنتَظراً كانَ مُنتَظراً أربَعينَ سَنَة
مِنَ‌ألمحتَمل كذلكَ أنَّهُ مُتَوَرّطٌ بألتَّوَهُّم مُتِوَرّطٌ بألجُنون
أنَّهُ غادٍ أرضيَّ‌ألنَّظَرة ، أنّهُ غادٍ حركَهٌ وضعيَّة، أن يكونَ عاثِراً علي شَمسٍ
فَبادئاً بِألدَّورانِ عَلَيها أن يكونَ ناسياً وَضعيّتَهُ‌ألسّابِقَة
لَعَلَّهُ في تِلكَ‌ألأوقاتِ‌ألتّي كانَ يَنتَظِرُني – فيها- مُطلَقاً
مُختَرِعٌ- عِندَ فراغِهِ عَنِ‌ألعَملِ- قَواعِدَ لُغَويَّةً جَديدَة
مُبتَديءٌ- فيها – بأفعالِهِ‌ألمستَقبليّه ، مُبتَدِيءٌ بألّعبِ مُبتَعِدٌ عاماً بَعدَ عام
٭٭٭
عَلَّهُ في تلكَ‌ألفَتَراتِ مُعجِبٌ بِفِلمٍ وَ باقٍ في ذلكَ‌ألمكان
لَعَلَّهُ مُلتَحِقٌ بإحدِي مَنتُوجاتِنا‌ألمُشتَركةِ وَ هوَ ألآنَ في تلكَ‌ألوَراآت
لَعَلَّهُ – كُلَّ هذِهِ‌ألسّنينِ- قاضٍ مُدَّةَ سَجنِهِ- فيَّ- وَ مُطلَقٌ سَراحُهُ‌ألآن
ألمُدنُ كَبيرةٌ رُبَّما لايقدَرُ علي‌ألعُثورِ عَليه
كانَ يَعمَلُ جيّداً أتَذكَّرُهُ بِدِقّةٍ لَعَلَّهُ‌ألآنَ بَعدَ‌ألتَّحرُّر مُغَيّرٌ شَكلَهُ مُبتديءٌ بِجِنسيَّةٍ جَديدَةٍ لَيسَ مُعطياً عُنوانَهُ وَ رقمَ هاتِفِهِ لِأحَد
لَعَلَّ هذا يكونُ بِمَثابةِ كِتابٍ خاصٍّ أو إعلانٍ خاصٍّ جِداً
وَ أنَّهُ سَيَصِلُ لَدَيهِ وَ يَراهُ يَوماً منَ‌ألأيّام
يَري أنَّ رأسِي مُصطدِمٌ بألحَجَرِ وَ أنا مُحتاجٌ‌إليه
يكونُ في هذِهِ‌ألأطرافِ بألتّأكيدِ أنا مُحتاجٌ‌إليه
٭٭٭
لَعَلّنا إن وَجَدنا بَعضَنا أنا ألّذي يَتَرَدَّدُ هذِهِ‌ألمرَّة
" أنا لَستُ مَوجوداً إذَن لايُقدَرُ علي وَجدي" لَعَلَّهُ قَد ألصَقَ هذِهِ بِواجِهَةِ بابِه
لَعَلَّني أنا – كذلكَ- قَد أكتُبُ بَعدَ أعوامٍ منَ‌ألتَّفكُّر قَد أكتُبُ تَحتَها
أو رُبّما قَد أقتَلِعُها وَ أكتُبُ بَدَلاً عَنها :
" مَوتُ صَدِيق "

(ضَحکاً في بیتٍ ألّذي یحترق، الصفحة 96)